التعليم في اٌلإمارات قديما ( المطوع ) ..
قبل أن تكون وزارة التربية والتعليم وتنتشر المدارس الحكومية
في دولة الإمارات العربية المتحدة
كانت هناك بعض الكتاتيب التي تعلم القرآن الكريم والدين
ومبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب
ويشرف عليها شخص يسمى ( المطوع )
ويضع معه عند الحاجة من يساعده في أداء المهمة
إهتمت الإمارات بالتعليم منذ القدم وكانت بداية التعليم قديما
عن طريق هذه الكتاتيب التي يرجع لها الفضل في نشر العلم في الإمارات قديما
بالرغم من بدائيه التعليم في الكتاتيب ولقد انتشرت الكتاتيب
في مختلف أنحاء البلاد والتحق بها الصبية والبنات
لتعلم مبادئ الحساب وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية
وتدار هذه الكتاتيب بواسطة " المطوع "
وهو بمثابة المعلم في الوقت الحالي وهي مهنة توارثوها العاملين بها عن آبائهم
فعندما يصل عمر الطفل الى السادسة أو السابعة أو أصغر
من ذلك ترغب عائلته بالحاقه في أحد الكتاتيب ليتعلم قراءة القرآن
ويجيد المبادئ في القراءة والكتابة
ونظرا لانشغال الآباء في البحث عن لقمة العيش أثناء موسم الغوص
أو الأسفار في البر والبحر سعيا وراء الرزق
فقد كانت المراة هي التي تتولى مهمة تسجيل الأبن للدراسة على يد أحد المطاوعة
في الفريج وتخطره برغبة الأسرة في تعليم أبنها عنده وتقول له
( هذا ولديه أبغيكم أتعلمونه ) ويرد المطوع ( إن شاء الله )
أو تقول للمطوع هذا ولدنا يايبينه الكم –
( سلموا عينه وعظامه واللحم الكم ) وهذا يعني بأن يتولى المطوع
تربية الولد وتهذيبه أو تأديبه ومن ثم تعليمه.
واذا أخل الولد بواجباته او تأخر في الدراسة أو بدرت منه خطيئة
فان هذا يعرضه للضرب المبرح والحبس على يد المطوع.
وكان الأهالي في السابق يؤيدون طريقة المطوع في
تأديب الولد وعدم تركه لأهوائه ونزواته ويولي المطوع الولد
الذي حضر لتوه للتعليم إهتماما خاصا وعناية فائقة حتى
يلحق بباقي زملائه في الدرس، كما يسترعي الولد الجديد
إنتباه الدراسين فيعملون على مساعدته وتدريبه على حفظ الآيات.
وعند حضور الأولاد الى المطوع يحمل كل وأحد منهم
غرشة بها ماء للشرب تحتوي على علامات حمراء أو صفراء أو زرقاء
وذلك لتميزها عن بعضها بعضا ويدفن كل واحد ( غرشته )
في الطين حتى يظل الماء باردا ولا يتعرض لحرارة الشمس
ونلاحظ من أمام كل ولد أداة تسمى ( المرفع ) خشبتان
على شكل x يوضع عليها القرآن الكريم تستعمل في حمل المصحف أو( الجزور)
الجزء الذي يحتوي على سورتان أو سورة من القران الكريم.
والمرفع نوعان : النوع الأول من خشب الساي وهذا النوع
يستعمله أولاد الشيوخ وأبناء التجار
والنوع الثاني عبارة عن بيب من الصفيح الذي يجلب فيه الكيروسين
( الكاز) وهذا النوع من المرافع كان يستعمله أبناء الأسر المتوسطة والفقيرة